لماذا (الإسلام العربي) دون بقية الشرائع؟

15 أغسطس 2025آخر تحديث :
لماذا (الإسلام العربي) دون بقية الشرائع؟

اليهود الأقل عددا بين أصحاب الشرائع السماوية واحقر شعوب الأرض وظفوا أساطيرهم الدينية لتأسيس دولة عصرية متطورة على حساب أصحاب الأرض الأصليين ،الفلسطينيون العرب المسلمون، والفرس وظفوا الدين الإسلامي لإعادة إحياء إمبراطوريتهم الفارسية على حساب المسلمين العرب في دول الجوار وحتى على حساب وحدة واستقرار الدول العربية الإسلامية البعيدة جغرافيا كاليمن ولبنان وسوريا وحتى فلسطين، والأتراك وظفوا الدين الإسلامي لصالح العثمانية الجديدة العلمانية بغطاء ديني شكلاني بزعامة شخصية كاريزمية هي الأكثر توظيفا للخطاب الديني  الملتبس وعلى حساب دول الجوار العربي وبتنسيق مع دولة الكيان الصهيوني وما زالت تركيا عضوا في حلف الأطلسي، أما العرب (المسلمون) أو دول الإسلام العربي وشعوبهم فهم يضحون بدولهم واوطانهم ويسيئون للإسلام الحقيقي لمصلحة أحزاب وجماعات وأنظمة ترفض فكرة الدولة الوطنية وحتى لصالح أعدائهم ،وأصوات أمواتهم أعلى من أصوات الأحياء ،ويستحضرون سلفاً صالحاُ مشكوكاً في وجود أغلبهم  أو كانوا صالحين في زمانهم، شعوب يحكمهم ويتلاعب بعقولهم رجال دين جهلة يحفظون نصوصاُ دينية دون عقلها ويتجاهلون علم علماء العصر ويتنكرون لكل منجزات الحضارة البشرية ويتوقون لزمن الخلافة الراشدة دون أن يعرفوا ما هي الخلافة وما جرى من صراعات على السلطة زمن (الخلافة الراشدة)؟.

فعند وفاة الرسول الكريم اختلفت القبائل العربية حول خلافته حيث لم يكن في القرآن نص على الخلافة بمعناها السياسي وبمعنى الحكم ،وتوافقوا أخيراً في اجتماع سقيفة بني ساعده المشهور على تنصيب أبو بكر الصديق خليفة للرسول، وكانت حروب الردة التي قُتل فيها الآلاف من صحابة الرسول ،ليس لأنهم جميعاً ارتدوا عن الإسلام وعادوا لعبادة الأصنام بل لأنهم رفضوا دفع الزكاة لبيت مال المسلمين وفي ذلك قال الخليفة أبو بكر  الصديق ” والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليها”، وبعد وفاة أبو بكر ،وهناك روايات إنه مات مسموماً ،تولى الخلافة كل من عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ومن بعده علي بن أبي طالب وكانت الفتنة الكبرى ،وكلهم ماتوا قتلاً وبتآمر قبائل العرب على بعضهم بعضاً ومعهم قُتل الآلاف من صحابة الرسول ومن المبشرين في الجنة وتم التمثيل بجثة بعضهم كما جرى مع عثمان بن عفان والحسين بن علي بن أبي طالب وكثير من اًل البيت ،والتاريخ يذكر مقولة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها مخاطبة الحجاج بن يوسف الثقفي الذي قَتل ولدها عبدالله بن الزبير وعلقه على باب الكعبة لعدة أيام حيث قالت “آما آن لهذا الراكب أن يترجل” بمعنى إنزاله ودفنه.

وآنذاك لم يكن للاستعمار أو الكفار أو لليهود دور في الفتنة والاقتتال بل حب السلطة والعصبية القبلية لعرب الجزيرة العربية.

هذا وجه من أوجه الخلافة في ظل حكم العرب الذي تتجاهله جماعة الإخوان المسلمين وكل الجماعات الإسلاموية  ويريدون عودتها وتطبيقها ،وقد رأينا بعض تطبيقاتها البئيسة في خلافة الملا عمر في أفغانستان وخلافة أبو عمر البغدادي الداعشي في المناطق التي سيطر عليها في سوريا والعراق ونموذج إمارة غزة الحمساوية وحكومتها الربانية  .

Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق