كيف سننتصر ما دام هذا حالنا؟!

20 نوفمبر 2025آخر تحديث :
كيف سننتصر ما دام هذا حالنا؟!

تعوّد العرب والمسلمون والفلسطينيون أن يلعنوا اليهود واسرائيل والصهيونية والغرب الاستعماري ويتجهون إلى الله بالدعاء أن ينصرهم على أعدائهم، وكأن بوابة السماء مفتوحة لهم دون غيرهم! ولم يدّخر المثقفون والكُتاب العرب جهداً في التنظير والكتابة حول القضية الفلسطينية سواء من منطلق ديني أو قومي عربي أو وطني فلسطيني وحتى مثقفون وكُتاب أجانب كانت لهم مساهمات مهمة في دعم القضية الفلسطينية وفضح حقيقة الكيان الصهيوني وروايته الكاذبة، كما أصبحت اليوم كثير من دول وشعوب العالم تعرف إجرام دولة الاحتلال وكذب روايتها مما جعل إسرائيل دولة منبوذة من غالبية شعوب ودول العالم ….

 ولكن على مستوى الممارسة العملية والواقع السياسي لم يكن عند العرب والفلسطينيين وبالتأكيد عند ما يسمى العالم الإسلامي، استراتيجية لمواجهة هذا الخطر الصهيوني، وكأنهم كانوا يراهنون أن رب العالمين سيستجيب لدعائهم ويزيل دولة اليهود أو أن مجرد الكتابة وفضح إسرائيل وجرائمها يكفي لتدميرها وزوالها أو أن الشرعية الدولية ستقدم للفلسطينيين الدولة على طبق من ذهب!

نعم من المهم مواصلة فضح وكشف حقيقة الكيان الصهيوني وجرائمه المتواصلة وهذه مهمة المثقفين والكْتاب وأصحاب الرأي، ولكن هذا لا يكفي، كما إنها ليست مهمة الحكام والطبقة السياسية وخصوصاً في الحالة الفلسطينية.

ولندع جانبا الحديث عن العرب والمسلمين لأن هؤلاء منذ ١٩٧٤ عندما تم الاعتراف بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، رفعوا أيديهم وأسقطوا مسؤوليتهم عن القضية الفلسطينية التي أصبحت قضية فلسطينية وطنية خالصة ومن مسؤولية منظمة التحرير، بالرغم من استمرار الحطاب القومي الثوري عند بعض الأحزاب والنحب السياسية واستمرار الكلام النظري فارغ المضمون عند كثير من الأنظمة العربية بأن القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى ، أو أن قضية فلسطين والقدس قضية الأمة الإسلامية بل بشرت حركة حماس بزحف إسلامي قادم! ….

للأسف أصبح الزعماء وقادة الأحزاب في الساحة الفلسطينية يتصرفون مثل المثقفين وعامة الشعب ويقتصر دورهم على التصريحات والتنديدات والمناشدات وفضح جرائم الصهيونية، وبعضهم هرب نحو الإسلام السياسي وخطابه المضلِل وخصوصا جماعة الإخوان المسلمين وإيران ،معتقدين أن حال الأمة الإسلامية أفضل من حال الأمة العربية، ليكتشفوا أن جماعات الإسلام السياسي ذهبت لتحارب في أفغانستان والبوسنة والعراق وسوريا وتشاد والنيجر الخ وتجاهلت فلسطين وأهلها ، حتى جماعة الإخوان المسلمين بات همها كيف توظف معاناة أهل غزة لجمع المال لها وكسب مزيد من المؤيدين والانصار لمشروعها الوهمي المشبوه المسمى (الخلافة الإسلامية) وهي لهذا الهدف ضحت بفلسطين وأهلها ولا تمانع بالتنسيق مع العدو الصهيوني  وواشنطن مجددا، كما أن وضع السلطة الفلسطينية في الضفة يواجه تحديات ومخاطر من الحكومة اليمينية المتطرفة تصل لدرجة محاولة تصفية وجودها الوطني، وهي عاجزة عن وقف الاستيطان ومشاريع الضم هذا ناهيك عن التشرذم عند فلسطينيي الشتات.

فكيف سينتصر الفلسطينيون وهم منقسمون وقد توقفت حوارات المصالحة وغاب أي حديث عن الوحدة الوطنية؟ وما هو مفهوم الانتصار الذي تتشدق به الأحزاب وخصوصا حركة حماس؟

يقـول رب العالمين في سـورة الرعـد: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) ويقول المثل الصيني بدلاً من أن نلعن الظلام فلنوقد شمعة، فلا نحن غيرنا ما في أنفسنا بل ازدادت أوضاعنا سوءا ونفوسنا مرضا وحقد بعضنا على بعض، ولا أوقدنا شمعة لتنير لنا طريق الخلاص!

Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق