بين انتصار الشعب والقضية وانتصارات الأحزاب والطبقة السياسية

8 ديسمبر 2025آخر تحديث :
بين انتصار الشعب والقضية وانتصارات الأحزاب والطبقة السياسية

القيادات فيما تبقى من سلطتي الضفة وغزة تعتقد أنها تستطيع التغرير بالشعب إلى ما لا نهاية من خلال حديثها عن الإنجازات والانتصارات التي حققتها، سواء في المجال السياسي والدبلوماسي من خلال اعتراف حوالي ١٦٠ دولة بدولة فلسطين المنشودة، أو من خلال طوفان الأقصى والمقاومة المسلحة، وأن هذه الانتصارات تؤهل الطبقة السياسية للاستمرار في السلطة والحكم.

لا أساوي هنا بين السلطتين، فالسلطة الفلسطينية عملت على تثبيت المواطنين على أرضهم ودعم صمودهم بقدر ما تستطيع وعدم منح العدو ذرائع لاقتلاعهم من أرضهم أو تهجيرهم أو على الأقل حاولت ذألك، بينما حركة حماس وسلطتها وبطريقة ممارستها للمقاومة المسلحة منحت العدو مزيداً من الذرائع لشن حرب إبادة وتطهير عرقي والى ما آل إليه الحال في قطاع غزة وحتى في الضفة.

ولكن، ماذا تعني وما قيمة الانتصارات الدبلوماسية والاعترافات بالدولة الآن بالنسبة لسكان مخيمات الضفة التي تم تدميرها والقرى التي تم تهجير سكانها والمزارعين الذين تُسرق أراضيهم ومحاصيلهم الزراعية من قطعان المستوطنين؟ وما قيمة وأهمية الاعترافات بدولة بالنسبة لنصف الشعب الفلسطيني الذي يعيش في الشتات، وكل فلسطين تحت الاحتلال والدولة في حالة قيامها خاصة بسكان الضفة وقطاع غزة فقط؟

وما قيمة ومعنى الانتصارات التي تزعمها حركة حماس بعد كل جولة عدوان صهيوني على القطاع وخصوصاً حرب الابادة المتواصلة منذ عامين والتي أدت لتدمير حوالي ٨٠% من القطاع وفقدان حوالي ربع مليون ما بين شهيد ومفقود وجريح وأسير وإعادة احتلال أكثر من نصف مساحة القطاع وما لحق بالسكان من جوع ومرض ومعاناة؟

المفاضلة بين السيء والأسوأ والانحياز للأقل سوءاً ليس حلاً ولن يخرج القضية الوطنية من مأزقها.

Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق