في يوم الاثنين الموافق ٢٢ سبتمبر ومع بداية أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين انعقد مؤتمر نيويورك لتفعيل حل الدولتين والبعض أسماه المؤتمر الدولي للسلام، وصدر عن المؤتمر بيان إيجابي في مجمله مكون من ١٤ بنداً ركز أغلبها على الوضع في قطاع غزة وضرورة وقف الحرب كخطوة أولى نحو تنفيذ حل الدولتين، وكان المؤتمر برئاسة فرنسا والعربية السعودية ووافقت عليه ١٤٢ دولة، كما تكمن أهميته أنه تزامن مع اعتراف عديد الدول وخصوصاً الأوروبية بدولة فلسطين المنشودة.
وفي اليوم التالي اجتمع ترامب مع قادة دول عربية واسلامية وبعد المؤتمر طرح مبادرة مكونة من ٢١ بنداً لإنهاء الحرب غي غزة ويختزل المشكلة في قطاع غزة مع تجاهل لمسألة الدولة الفلسطينية والسلام الشامل ، وكأنه يرد على لقاء حل الدولتين، كما بشر بتقدم ملموس بشأن غزة عندما تحدث عن (حدث استثنائي قريب).
واليوم تنتهي أشغال الجمعية العامة بعد أن ألقت كل الوفود كلماتها ونالت دولة فلسطين اعتراف ١٥٩ دولة وعزلة كبيرة لإسرائيل ورفض لسياساتها.
ووسط ومع كل ذلك تواصل إسرائيل حرب الإبادة ومماطلتها من خلال ردها على مبادرة ترامب الملتبسة أيضاً هدم وضوح الموقف العربي والإسلامي منها، كما تواصل حركة حماس عنادها ويستمر النظام السياسي الفلسطيني في ضعفه وانقسامه.
إن كان الحديث سابقاً يدور حول اليوم التالي لوقف الحرب في غزة، فالسؤال الآن عن اليوم التالي بعد هذه التحركات الدولية الدبلوماسية والمبادرات المتناقضة وفي أي مسار ستسير الأمور: مسار تفعيل حل الدولتين؟ أم مسار مبادرة ترامب؟ أم مسار نتنياهو واستكمال مخططاته في فلسطين والمنطقة وهو مسار ليس بعيداً عن إدارة ترامب؟
أيضاً هناك تساؤلات تفرض نفسها ومنها: هل إن مؤتمر نيويورك لتفعيل حل الدولتين هو (المؤتمر الدولي للسلام) الذي كانت تطالب به القيادة الفلسطينية منذ سنوات ؟ وهل هو بديل عن المبادرة العربية للسلام 2002 التي اشترطت انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية قبل التطبيع؟
وما هي الخطوة أو الخطوات القادمة في مسار السلام وقيام الدولة الفلسطينية بعد هذا المؤتمر وانتهاء أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ وكيف سيكون موقف ١٥٩ دولة اعترفت بدولة فلسطين في مواجهة الرفض الأمريكي الإسرائيلي لكل ما سبق بل واستهتار به؟ وهل ستنجح مبادرة ترامب الخبيثة في حرف مسار هذا الحراك الدولي المهم؟
Ibrahemibrach1@gmail.com