مع أهمية ما جرى في الأشهر الأخيرة من عودة الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية وتفعيل الحديث عن حل الدولتين واعتراف دول غربية بالدولة الفلسطينية، إلا أن ما يدور الحديث عنه حول حل الدولتين ما زال ملتبساً، لأن دولة إسرائيل قائمة وذات سيادة وتتمتع بقدرات عسكرية هائلة وتحتل كل فلسطين بالإضافة الى أراض عربية أخرى بينما الطرف الثاني من المعادلة (دولة فلسطين) المشمولة بحل الدولتين تحت الاحتلال وحتى الآن من غير الواضح تفاصيلها من حيث المساحة والسيادة.
ولأن الحديث يدور حتى الآن عن اعتراف بدولة تحت الاحتلال فإن إنهاء الاحتلال يحتاج لمواصلة الجهود بكل الوسائل الممكنة وهناك خطوات يجب اتخاذها وخصوصاً من الدول الأوربية حتى تكون مصداقية لهذه الاعترافات، وعليه المطلوب من هذه الدول:
أولا: النص الواضح بأنه اعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 أي على كامل الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية وذات سيادة، مع حل عادل متفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
ثانياً: أن يتم طرح الاعتراف بدولة فلسطين بالصيغة المُشار اليها أعلاه على برلمانات هذه الدول للمصادقة عليها حتى لا يتم التراجع عنه مع تغيير الحكومات والأحزاب الحاكمة.
ثالثاً: عدم التوقف عند الاعتراف بالدولة تحت ضغط التحركات الشعبية بل مواصلة الجهود لإجبار إسرائيل على الانسحاب من أراضي دولة فلسطين.
رابعاً: وهو الأهم، أن يكون هناك اتفاق فلسطيني شعبي وحزبي على هذه الدولة، مع استمرار النضال الفلسطيني في إطار استراتيجية وطنية عقلانية لتكون الدولة أمراً واقعاً متحققاً على الأرض وليس مجرد دولة على ورق أو دولة تحت الاحتلال، وأن يثبت الفلسطينيون أن الدولة الفلسطينية ليست منة أو منحة من أحد بل حق مستمد من التاريخ وواقع وجود الشعب على أرضه طوال أكثر من خمسة آلاف سنة.
Ibrahemibrach1@gmail.com
