استعادة الدولة الفلسطينية وليس البحث عن الدولة

4 ديسمبر 2025آخر تحديث :
استعادة الدولة الفلسطينية وليس البحث عن الدولة

تتصرف بعض الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية وكأن الدولة منحة أو منَة منهم،حتى حل الدولتين الملتبس ينطلق من هذا المطلق ولا يخلو من مخادعة ،حيث دولة إسرائيل قائمة في الواقع وتتوسع بالاستيطان المكثف وترفض، حكومة وشعباً، قيام دولة فلسطينية ما بين البحر والنهر ،كما أن الحكومة اليمينية تسعى لتهجير سكان البلاد في الضفة والقطاع خارج فلسطين. بينما ما هو مطروح على الفلسطينيين نظرياً دولة غير محددة الجغرافيا وبعضهم يقترح دولة خارج جغرافيا فلسطين (الوطن البديل) ، حتى ما تطالب به القيادة الفلسطينية فهو اعتراف دولي بدولة تحت الاحتلال مع استعداد على التفاوض على حدود ٦٧ والقدس والسيادة.

هذا النهج في التعامل مع موضوع الدولة حتى وإن كان يعكس الاختلال في موازين القوى لصالح العدو ويندرج في سياق الممكن الآن ،فهو يتجاهل حقيقة تاريخية أنه كانت هناك دولة فلسطينية ممتدة بين البحر والنهر قبل حرب ٤٨ خاضعة للانتداب البريطاني وكان لها علم وعملة وطابع بريدي ومطارات وموانئ ومدارس عليا وأحزاب ونقابات الخ.

وكأن العالم يعرف ويعترف بوجود هذه الدولة وهي حقيقة موثقة. فوعد بلفور ١٩١٧ نص على إقامة دولة لليهود في (فلسطين) وعصبة الأمم منحت بريطانيا حق الانتداب على (فلسطين) ونص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٤٧ على تقسيم (فلسطين) الخ ،وكان المقصود بفلسطين الأرض الواقعة ما بين البحر والنهر كما تم رسم حدودها في اتفاق سايكس- بيكو بين الفرنسيين والانجليز عام ١٩١٦ وآنذاك كانت فلسطين تشمل شرق الأردن المعروفة الآن بالمملكة الاردنية.

أما اسم دولة (إسرائيل) فلم يتم ذكرها إلا بعد إعلانها من الحركة الصهيونية في مايو ١٩٤٨، ولم يرد أي ذكر لها قبل ذلك إلا ما كان يرد عنها في التوراة اليهودية المشكوك بصحتها وحتى هذه التوراة تحدثت عن حروب اليهود مع الفلسطينين سكان البلاد الأصليين،وكل الكتب والوثائق حول تاريخ الحضارات القديمة من الفرعونية والهندية والصينية وبلاد الرافدين والرومانية الخ لم يرد فيها بتاتاً اسم دولة إسرائيل إو أنه كان لليهود دولة وإن تحدثت عن اليهود كأصحاب ديانة.

Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق