بسبب خصوصية نشأة إسرائيل وقيامها على الأكاذيب فقد نهجت استراتيجية المظلومية وإنها دولة صغيرة محاطة بأعداء يريدون رمي اليهود في البحر، ومن هنا كانت دائماً تبحث عن أعداء تبرر من خلالهم نهجها العدواني والزعم إنها تدافع عن نفسها حتى بعد أن احتلت كل فلسطين وأراضي دول عربية أخرى وتعربد في دول الجوار بذريعة حقها بالدفاع عن نفسها ضد أعداء كانت أحياناً تقوم بصناعتهم، كما تحتاج لعدو خارجي كعامل للتوحيد والدمج وزيادة الترابط بين اليهود الذين لملمتهم الحركة الصهيونية من كل بلاد العالم.
فقبل قيام دولة الكيان الصهيوني احتاجت الحركة الصهيونية لحرب حتى تُقيم دولتها، فكانت مهزلة ومؤامرة حرب ٤٨ والتي يسميها الفلسطينيون النكبة وتسميها إسرائيل حرب الاستقلال وهي الحرب التي أدت لولادة إسرائيل الأولى، وفي تلك الحرب تم تهجير حوالي ٨٠% من الفلسطينيين وبقي داخل الخط الأخضر أقل من ٢٠% منهم.
وبعد حوالي ٧٥ عام أصبح عدد الفلسطينيين أكثر من ٧ مليون ويفوق عدد اليهود مما جعل من الاستحالة قيام الدولة اليهودية الخالصة ما بين البحر والنهر، فكانت حاجة إسرائيل لحرب لتبرير تهجير الفلسطينيين، والحرب تحتاج لوجود عدو ، ومع أنها صنعت وضخمت من مخاطر أعداء خارج حدودها كالخطر العراقي أيام صدام حسين وامتلاكه لأسلحة الدمار الشامل ثم خطر الجماعات الإسلامية المتطرفة ثم الخطر الإيراني ، إلا أن كل ذلك لم يكن مبرراً لحرب كبرى تنفذ من خلالها مخطط التهجير، حتى تحريضها على السلطة ومنظمة التحرير واتهامهما بمعاداة إسرائيل والسعي لتدميرها لم يفلح حيث كانت المنظمة والسلطة تتمسكان بالحل السلمي ورفض المواجهة العسكرية المباشرة مع جيش الاحتلال حتى بعد وصول اليمين الإسرائيلي للحكم والاعلان عن ضم الضفة وعدم الاعتراف بدولة فلسطينية ،فكان يجب إيجاد عدو غير المنظمة فوجدوا في حركة حماس ضالتهم ،حيث وظفوا خطابها عن تدمير اسرائيل وتحرير كل فلسطين وتحالفها مع ايران وتكديسها للصواريخ وبناء الأنفاق على مسمع ومرأى إسرائيل بل وبدعمها بطريقة غير مباشرة عن طريق قطر وتركيا الخ .
فكانت حركة حماس هو العدو المطلوب لتبرير الحرب الكبرى لاستكمال ما يسميه الصهاينة حرب الاستقلال، فكان طوفان حماس وشن حرب الإبادة والتطهير العرقي بمشاركة كاملة من واشنطن وصمت من الأنظمة العربية الذين كانوا يقولون إن فلسطين قضية العرب الأولى.
فما أشبه مؤامرة ومهزلة حرب ٤٨ بحرب الطوفان الحمساوية وحرب الابادة والتطهير العرقي الإسرائيلية، والفرق بين الحالتين أن الجماهير العربية كشفت الخيانة والمهزلة في حرب 48 وثارت على الأنظمة المتسببة في النكبة في مصر والعراق وسوريا واليمن وتم اغتيال ملك الأردن آنذاك عبدالله ، أما حركة حماس فتواصل أكاذيبها وتضليلها ،كما ورد في وثيقتها الأخيرة ، للشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية وتتحدث عن الانتصارات والإنجازات مع أن النكبة الحالية لا تقل خطورة عن نكبة 1948.
Ibrahemibrach1@gmail.com


















