لا نتحدث هنا عن عناصر رجال مقاومة وعن جمهور من الشعب يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية ومستعد للاستشهاد في سبيلها ويعتقد أنه يدافع عن دولته ودينه،فلهؤلاء كل التقدير والإحترام.
ما نتحدث عنه هو العقل المخطط لتوظيف ذلك لصالح دول وسياسيين ضمن لعبة أمم كبيرة تتشابك فيها المصالح الإسرائيلية والأمريكية ودول جوار وخصوصا ايران موظفين شعبية القضية الفلسطينية والقدس.
هذا ما يحدث في لبنان والعراق واليمن وفلسطين،فما أدى إليه ما يسمى (محور المقاومة) في هذه البلدان هو تدمير الدولة الوطنية بالتقسيم الجغرافي والأيديولوجي المذهبي فيما لم تؤثر مقاومته على إسرائيل العدو الذي من المفترض أنه عدوها الأكبر وهدفها الرئيس محاربته والقضاء عليه.
ومن هنا نلاحظ أن الطرفين،إسرائيل ومحور المقاومة،يحافظان على قواعد الاشتباك بحيث تلحق هذه الفصائل أضراراً محسوبة بدقة بالعدو الصهيوني يمكنه تحملها في مقابل استفادة استراتيجية للعدو في الحفاظ على حالة الانقسام في هذه الدول وفي نفس الوقت حرف الأنظار عن جوهر الصراع وهو الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
وفي هذا السياق نلاحظ أن إسرائيل لا تتحدث عن إنهاء وجود محور المقاومة بل عن إضعافه والحد من قدراته العسكرية وقد تبالغ في ردها كما يحدث مع حزب الله في حالة تجاوزه لقواعد الاشتباك. ستستمر هذه الأطراف ويستمر تشدقها بالانتصار حتى لو لم يتبقى منها إلا قادتها ورايتها.
هذه المعادلة القائمة بين الطرفين تتم بالتنسيق وتحت إشراف ايران المستفيد الأكبر مما يجري بعد إسرائيل،فكل إضعاف وتدمير للدول التي تتواجد فيها فصائل المقاومة يحقق مصلحة مشتركة لإسرائيل وايران وواشنطن.
Ibrahemibrach1@gmail.com