ما بين الإرث الاستعماري وارث السلف الصالح

14 أبريل 2025آخر تحديث :
ما بين الإرث الاستعماري وارث السلف الصالح

لا أعرف إن جانبني الصواب إن قلت إن الإرث الاستعماري أو ما تركه لنا الاستعمار التقليدي من بنية تحتية ومظاهر تحضر ومنظومات قانونية وما زدنا عليها منه بعد الاستقلال من علوم ومعارف وكل مكتسبات القرنين العشرين والواحد والعشرين، أفضل وأجدى لنا حضاريا مما ورثناه عن حضارتنا العربية الإسلامية ومن السلف الصالح.

ويبدو أن تجار ومدعي الحرص على الإسلام من الجماعات الاسلاموية لا يريدون أن يستوعبوا أن الحضارة العربية الإسلامية كانت عظيمة في زمانها وعلى يد رجال زمانها والتاريخ لا يكرر نفسه، والحضارة اليوم هي حضارة الغرب والشرق غير المسلم كالصين واليابان وكوريا والهند وإن الذي أخرج الناس من الظلمات الى النور وعمٌر الأرض وكرًم الإنسان هي الثورات والاكتشافات العلمية ،من الثورة الزراعية إلى الثورة الصناعية ثم الثورة المعلوماتية والسيبرانية.  

وإن السلف الصالح كان صالحاً في زمانه أما اليوم فالصلاح هو لمن وضع أسس الحضارة الإنسانية ومن يواصلون خدمة البشرية في مجال الطب والعلوم والتكنولوجيا وتيسير الحياة للبشر.  ليس هذا تنكراً لثقافتنا العربية والإسلامية الصحيحة وما أحدثه الإسلام في عهده الأول من تحول إيجابي بل دعوة للخروج من كهف تفكير ماضوي يكرس ثقافة الجهل والاتكالية والقدرية ويضع مقاليد أمورنا بيد جهلتنا ممن نصبوا أنفسهم وكلاء عن الله وأوصياء على الدين.

 Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق