إفشال حوارات المصالحة ليس عبثيا بل مقصودا

12 أكتوبر 2024آخر تحديث :
إفشال حوارات المصالحة ليس عبثيا بل مقصودا

قبل طوفانهم كانت حماس تتهم منظمة التحرير بالتفريط والخيانة وتتنطع للحلول محلها لقيادة الشعب في معركة التحرير تحت راية لا الله إلا الله وفلسطين من البحر آلى النهر،وتتوعد العدو ان تجرأ على التقدم مترا واحدا تجاه غزة المحررة كما يقولون.
مع ماكينة إعلامية اخوانية جبارة تلاعبت من خلالها بعقول جماهير كارهة للعدو وتسيطر عليها ثقافة دينية شعبية وساذجة تمكنت حركة حماس من إقناع الناس أن المقاومة هي حماس وأن الإسلام هو حماس ومن يعارضها إما خائن أو كافر.
ولكن…
عندما تفشل حركة حماس في منع العدو من الاجتياح البري لقطاع غزة وإعادة احتلاله وتفشل في وقف المجازر اليومية التي أدت لوفاة وفقدان حوالي ربع مليون مواطن حسب تقارير لجهات أجنبية محايدة،وعندما تتحول نساء فلسطين الماجدات لمتسولات ويبكي الرجال قهرا لعدم قدرتهم على حماية اطفالهم من الموت والجوع والمرض،وعندما تنهش الكلاب جثث من يفترض إنهم شهداء، وعندما تعجر حماس عن توفير الغذاء والماء والدواء للمدنيين ويتحول عناصرها لقٌطاع طرق يسرقون المساعدات ويتاجرون بها أو يسكتون عن اللصوص،وعندما يتم تدمير غالبية الأنفاق وقواعد الصواريخ وقتل غالبية قادتها العسكريين، وعندما يدير العالم ظهره لحرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة ويقول قادة الاحتلال إن جبهة غزة أصبحت ثانوية.. فهل نصدق هذه الوقائع أم نصدق مزاعم قادة حماس في الخارج الذين يتحدثون من أماكن اقامتهم المرفهة في الخارج عن الانتصارات التكتيكية والاستراتيجية وكلهم لم يخوضوا حربا أو معركة مع العدو؟
فلماذا تستمر حركة حماس ومعها بعض مقاتلي الفصائل في الحرب وحتى إطلاق صواريخ عبثية؟
قد يقول قائل هل تريد من حماس أن تستسلم وترفع الراية البيضاء؟
نقول نعم،أن تخرج حماس من المشهد ويتم تجريد القطاع من السلاح وحل كل التنظيمات المسلحة أفضل وأشرف ومصلحة للوطن من الاستمرار بحرب تحقق أهداف العدو في استكمال مخططه لتصفية القضية الوطنية.
نهاية حماس كحزب أو حركة مقاومة لا يعني نهاية مقاومة الاحتلال، فهذه الأخيرة كانت قبل وجود حماس وستستمر ما بعدها،ونهاية حماس كجماعة أو حركة إسلامية لن يؤثر على الإسلام المتجذر في قلوب الفلسطينيين منذ حوالي ١٥٠٠ سنة.
عندما تغيب أي إمكانية للانتصار على العدو نتيجة الفرق الهائل في موازين القوى أو لخلل في التقدير يصبح إنقاذ ما يمكن انقاذه مصلحة وطنية،فالشعب والوطن أهم من الأحزاب مهما رفعت من شعارات؟
Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق