انتهى وقت المجاملات والتغني بأمجاد الماضي

29 ديسمبر 2024آخر تحديث :
انتهى وقت المجاملات والتغني بأمجاد الماضي

لست من دعاة الفتنة أو معارضاً للمصالحة والوحدة الوطنية ولا ضد مبدأ وشرعية مقاومة الاحتلال كما يتهمني البعض ،وقد كتبت كثيراً وتحدثت عبر وسائل الإعلام مطولاً حول شرعية المقاومة والمصالحة والوحدة الوطنية الخ ، ولكن استمرار أوضاعنا الداخلية على ما هي عليه واستمرار كل الأحزاب والطبقة السياسية في تغليب مصالحها على المصلحة الوطنية أو تفسير المصلحة الوطنية بما يتوافق مع مصالحها وأيديولوجيتها يدفعنا لفتح النار على الجميع والصدام مع كل الإرث ونمط التفكير الثقافي السياسي والديني لكل الفصائل وكشف أوهام وأكاذيب وأقانيم حكمت حياتنا وتم فرضها وكأنها مقدسات.
إن كان النبش في الماضي وكشف مستور كل الأحزاب بلا استثناء يعتبره البعض إثارة للفتنة فليكن، إن كان ذلك سيوقظ الجماهير من سباتها ويكشف الحقيقة والواقع حتى وإن كان مراً وصادماً.
لم يعد يجدي التغني بالماضي وإنجازاته الحقيقية أو المزعومة ولا بالقيادات التاريخية ولا التمسح بالإسلام.
نعم هناك فرق بين من حاول الحفاظ على الثقافة والهوية الوطنية وعلى صمود الشعب على أرضه وتجنب إقحام الشعب بحروب لصالح أجندة خارجية،ومن جانب آخر من رَهن مصير الشعب والقضية بأجندة خارجية وتسبب بالانقسام ووجه سلاحه ضد أبناء الوطن وكان سبباً في تدمير قطاع غزة وقتل وجرح مئات الآلاف من المواطنين والباقين يتهددهم خطر التهجير.
بالرغم من وجود فروقات بين الطرفين إلا إن هذا لا يعفي أي طرف من المسؤولية.
نعلم أن العدو الصهيوني الأمريكي هو السبب في كل مصائبنا ونعترف بأن موازين القوى تميل لصالح العدو ومن الصعب تحرير فلسطين في المرحلة الراهنة ومن يقول بالتحرير الآن يضحك على الشعب،ولكن ليس المطلوب من الأحزاب تحرير فلسطين الآن ،بالرغم من أن كل شعاراتها وأدبياتها وحتى أسماءها تحمل مسمى التحرير والمقاومة، ولكن من المفروض عليها الحفاظ على وحدة الشعب والهوية الوطنية والتوافق على استراتيجية وطنية دفاعية تضمن حياة كريمة للمواطنين وصد المستوطنين وتعزيز صمود الشعب على أرضه، وفي قطاع غزة التوافق على رؤية مشتركة ووحدة الخطاب للتعامل مع حرب الإبادة والتطهير العرقي وكيفية إطعام الجياع ووقف سرقة المساعدات ومنع الفوضى والحرب الأهلية التي تلوح في الأفق والحيلولة دون موت الأطفال من البرد والمرض ووقف سياسة التخوين والتكفير .
عندما تصل أحوالنا إلى ما هي عليه لا يكفي كشف جرائم العدو وإتهام العرب والمنتظم الدولي بالتقصير في نصرة شعب فلسطين ولا يكفي تكرار الخطاب الممجوج حول التمسك بالثوابت ، بل يصبح من المشروع ممارسة النقد الذاتي وحتى جلد الذات وفتح النار على جميع المكونات السياسية والمطالبة بتجديد كل الطبقة والقيادات السياسية وإحلال قيادات أكثر قدرة على التعامل مع المتغيرات المتسارعة في بلادنا وفي العالم من حولنا.
الساكت عن قول الحق شيطان أخرس، وما أكثر شياطين هذا الزمان الساكتين عن قول الحق، جهلاً بمواطنه، أو نفاقاً وتملقاً لهذه الجهة أو تلك ،أو انتظارا أين ستميل الكفة ليميلوا معها.
Ibrahemibrach1@gmail.com

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق