ندوة في اتحاد الكتاب المصريين بحضور وزير الثقافة الفلسطيني د ابراهيم ابراش

9 ديسمبر 2016آخر تحديث :

همّنا الأكبر الوحـدة الوطنيـة وشعـارنا «الثقافة لجمـيع الفلسطينـيين»

عماد عبد الراضي – القاهرة

وزير الثقافة الفلسطيني يتحدث وبجواره سلماوي

تحولت ندوة وزير الثقافة الفلسطيني إبراهيم إبراش التى استضافها اتحاد الكتاب المصريين إلى مناقشة سياسية حامية، بعد أن كان من المقرر أن تتركز على دور المفكرين والمثقفين فى حل المشكلات الفلسطينية، حيث طغت السياسة والأزمة القائمة بين حركتى فتح وحماس على حديث الوزير الفلسطيني بشكل كبير مما حول معظم الحديث جهة السياسة.
افتتح محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب المصريين الندوة، مؤكدا أن القضية الفلسطينية أساسية فى حياتنا، وأنها هى صلب القضية العربية كلها.
وأكد وزير الثقافة الفلسطيني إبراهيم أبراش أن ما يحدث اليوم هو تأزم لمشروعى المقاومة والتسوية، وأكد أن المشروعين وصلا إلى طريق مسدود لأن إسرائيل هى التى تتحكم فى كل شيء فتتعنت ضد السلام لدرجة أن المفاوضات أصبحت نوعا من العبث، وأيضا تتحكم فى مشروع المقاومة ليس من خلال الأمن بل من خلال خلط المقاومة فيما يسمى بالإرهاب بالتوافق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأشار إلى أن خيار السلام كان جزءا من الحركة الوطنية الفلسطينية رغم أنه لم يكن خيار كل الشعب الفلسطيني، أما الآن فقد أصبح هناك خياران، هما خيار السلام وخيار المقاومة ولا نجاح لأيهما إلا من خلال استراتيجية عمل وطنى، ولا شرعية لحكومة إلا لو كانت حكومة لكل الشعب ولكل الوطن.
وعن دور المثقفين الفلسطينيين فى حل الأزمات الحالية، قال وزير الثقافة الفلسطيني إننا انفصلنا للأسف عن الثقافة القومية، وأصبح الهم الأكبر هو الحفاظ على الثقافة الوطنية والوحدة الوطنية، وهذا مرتبط بالخطر الذى يواجهنا جميعا وهو خطر العولمة الذى لم يرحم حتى الدول الكبرى ، مشيرا إلي أن فرنسا نفسها احتجت على حرية تبادل الأفكار لأنها خشيت على ثقافتها من الثقافة الأمريكية .
أما التحدى الثانى فيتمثل فى مواجهة الأصولية سواء التحالف الخارجى بين المسيحية واليهودية أو الأصولية الداخلية التى من خلالها تستبدل بعض الجماعات الثقافة الوطنية بثقافات أخرى رغم ما تتمتع به الثقافة الوطنية من حرية وتقبل للآخر، ولابد أن نتذكر أنه لولا عصر النهضة ما قامت الحضارة الأوروبية حيث لم يتقدم الأوروبيون إلا بعد انفتاحهم على الثقافات الأخرى .
وأوضح أنه منذ أن تولى مسؤولية وزارة الثقافة الفلسطينية، رفع شعار الثقافة للجميع، وأصدر تعليماته بأن تكون الثقافة والتعاون الثقافي لكل فلسطيني ومنهم المنتمون لحركة حماس، وأكد أنه يوجه الدعوات فى كل المناسبات لحركة حماس التى ترفض أى تعاون ثقافي معه، بل استولت على كل الوزارات فى غزة، ورفضت التعاون معه حتى فى مشروع المنحة النرويجية .. وأكد أنه أراد أن يتعامل مع الأمر كمثقف وأن يتحرر من قيود السلطة لكنه فشل، وشدد على أن المثقف هو ضمير الأمة، وأنه على الرغم من أنه ليس لديه القدرة على حل المشكلات السياسية، إلا أنه يثير تساؤلات تشعر السلطة بأن هناك عيونا تراقب كل شيء وترفض السكوت على الخطأ .
وفى نهاية الندوة، أصدر اتحاد الكتاب المصريين بيانا استنكر فيه العدوان المتصل على الشعب الفلسطيني ويرى أن السلام ليس من بين سياسات الحكومة الإسرائيلية، ومن ثم فإن الاتحاد يقف بكل قوة بجانب المقاومة الفلسطينية وبوصف خيار المقاومة خيارا استراتيجيا أوحد لكل الفلسطينيين فى ظل مصالحة وطنية بين الفصائل الفلسطينية جميعا، وأهاب الاتحاد بالكتّاب العرب من الخليج إلى المحيط إلى إحياء ثقافة المقاومة التى يراد لنا التنازل عنها ، بينما هى أساس أية شرعية مقدسة لمن لهم حق الوجود على الأرض .. كما أهاب بهم أيضا بالدعوة إلى المصالحة بين الفصائل الفلسطينية باعتبار هذه الدعوة أساسا مهما فى هذه القضية المصيرية.

ديسمبر 2007

الاخبار العاجلة
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لمنحك أفضل تجربة ممكنة.
موافق